
صالون إبريز هو نقطة تلاقي مكونات إبريز المختلفة، حيث تتفاعل أيادي إبريز مع محيطها وتتكامل مع هورايزون، ليُنتج هذا التفاعل محتوى يعكس زوايا متعددة من الثقافة والأعمال والتطور الشخصي.
في كثير من الأحيان، نعتقد أننا نمتلك الصورة الكاملة عن موضوع معين، ولكن هناك دائمًا مساحة غير مكتشفة أو تفصيلة لم ننتبه إليها بعد. هذه المساحة قد تكون نتيجة تجربة محدودة، أو اعتقاد مسبق، أو مجرد عدم إدراك لوجهة نظر مختلفة.
صالون إبريز يفتح المجال لاستكشاف تلك المناطق غير المرئية، حيث نوفر مساحة للنقاشات العميقة التي تدعو إلى إعادة التفكير، وتحليل الزوايا التي قد تكون غير واضحة للوهلة الأولى، ما يساعد في توسيع المدارك وتعزيز فهم أكثر عمقًا للعالم من حولنا.
تابع صالون إبريز وكن جزءًا من الحوار – حيث تبدأ الرؤى الجديدة بالتشكل!
مقدمة: بين المعرفة والجهل المتجدد
في عالم يتغير كل لحظة، يبدو أن الجميع يتوقع منك أن تعرف كل شيء، وإلا أصبحت “أبو العورّيف” الذي يظن أنه يعلم، لكن الواقع دائمًا يخبره بالعكس. من 15 سنة، كنت أعيش هذه المعادلة بينما كنت في “بلاد الفرنجة” للدراسة. كنت أظن أنني مستعد لكل شيء، لكنني اصطدمت بمفاهيم لم أكن أعيها، وعشت ما يمكن تسميته (Opposite Culture Shock)—وهو ليس كما هو الحال مع (Culture Shock) أو (Reverse Culture Shock)، التي يمكننا التنبؤ بأبعادها إلى حد ما. بل هو اكتشاف للاختلاف عن المألوف دون أسباب واضحة، مما يستدعي الفضول والرغبة في التعلم أكثر.
التعليم أم التعلم؟ متى نكتشف أننا لا نعرف؟
في مصر، كنت أظن أن الدراسة تعني الحفظ والتلقين، لكن عندما انتقلت للخارج، واجهت (Paradigm Shift) غير متوقع. هنا، (Critical Thinking) لم يكن مجرد مفهوم نظري، بل جزء أساسي من المهام البحثية والنشاطات غير المنهجية (Extra-Curricular Activities)، التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من عملية التعلم. أدركت حينها أن الشهادة ليست نهاية الطريق، بل مجرد بداية جديدة في عالم لا يتوقف عن التغير.
بين ضغوط الإنجاز وصدمة الواقع
شعرت بالخوف من الفشل في تحقيق هدف الماجستير في الوقت المحدد. لم يكن الأمر مجرد تحدٍ أكاديمي، بل معركة شخصية واجتماعية ومالية. دفعتني هذه الضغوط إلى الانعزال عن كل ما هو خارج الدراسة، مثل كثيرين من الطلاب القادمين من الاقتصادات الناشئة الذين يظنون أن التحصيل العلمي وحده هو المفتاح للمستقبل.
لكن التجربة الحقيقية علمتني شيئًا آخر: العلم وحده لا يكفي، والتعلم الحقيقي يحدث في التفاصيل الصغيرة، في التفاعل مع الآخرين، في اكتشاف كيفية استخدام المعرفة في الحياة العملية.
عندما يتحول التعليم إلى تجربة حياتية
منذ الصغر، كنت أقرأ سلسلة (Look, Listen and Learn)، التي جعلتني مدركًا أن العالم أكبر مما أراه. ولكن لم أدرك معنى هذه الحقيقة إلا حينما وجدت نفسي مضطرًا للتكيف مع نظام تعليمي مختلف تمامًا عن المألوف. فجأة، لم تعد المعلومة الأهم هي “ماذا تعرف؟”، بل “كيف تستخدم ما تعرفه؟”.
هنا، بدأت أفهم كيف أن التعليم ليس الهدف، بل الوسيلة لفهم العوالم المتعددة، وأن الحقيقة المطلقة ليست سوى وجهة نظر مؤقتة قابلة للتغيير مع كل تجربة جديدة.
ما بعد العودة: بين الشهادة وسوق العمل
عندما عدت إلى مصر، اكتشفت أن الشهادة وحدها لا تعني الكثير. بقيت 18 شهرًا بلا دخل ثابت رغم أنني كنت أحمل شهادة مرموقة. وعندما حصلت على وظيفة، وجدت أن الدراسات العليا تمثل 20% فقط من الراتب، مما جعلني أتساءل: هل فعلًا العلم يُقيَّم بالباذنجان؟
هنا أدركت أن سوق العمل لا يعترف بالشهادات وحدها، بل بالمهارات والخبرة العملية، وأن الغربة ليست فقط بحثًا عن شهادة، بل بناءً لشخصية تتكيف مع التغيرات المستمرة.
الدروس المستفادة: هل كلنا أبو العورّيف؟
- المعرفة المطلقة وهم كبير – لا يوجد من يعرف كل شيء، والعالم دائم التطور.
- التعليم وسيلة وليس غاية – الأهم من الحصول على شهادة هو تعلم كيفية الاستفادة منها.
- التعلم يحدث خارج الفصول الدراسية – التجربة والتفاعل مع الآخرين أهم من أي محاضرة نظرية.
ما الخطوة التالية؟
إذا كنت تفكر في الدراسة بالخارج أو عشت تجربة مماثلة، فما هي أكبر التحديات التي واجهتها؟ شارك تجربتك في التعليقات، أو تابع مقالاتنا القادمة في صالون ابريز لمعرفة المزيد عن التكيف مع الثقافات المختلفة وبناء مستقبل مهني عالمي.
لمزيد من المقالات عن تجارب الغربة والدراسة والعمل في الأسواق العالمية، تابعنا على منصاتنا!